أسالت المقابلة التي أجراها مرشح الحزب الليبرالي الأمريكي، غاري جونسون،
يوم الخميس 08 شتنبر الجاري، على القناة الإخبارية الأمريكية الإخبارية إم إس
إن بي سي الكثير من المداد بجهله لمدينة حلب قطب الرحى في الأزمة السورية.
ولا يتوفر غاري جونسون على حظوظ كبيرة للفوز في الانتخابات الرئاسية
الأمريكية حيث تعطيه مختلف استطلاعات الرأي ما بين 8 و 12 في المائة في المرتبة
الثالثة بعد هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.
هفوة غاري جونسون..
المقابلة أجراها الصحفي، مايك بارنيكل، المتخصص في الشؤون السياسية حيث سأل
جونسون عن ماذا سيفعله بخصوص مدينة حلب في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة
الأمريكية، كان جواب الحاكم السابق لولاية نيو ميكسيكو بخصوص ماذا ؟
وهذه ترجمة للحوار :
الصحفي مايك بارنيكل : ماذا ستفعل بخصوص حلب في حال انتخابك رئيسا للولايات
المتحدة ؟
المرشح غاري جونسون : بخصوص ماذا ؟
الصحفي مايك بارنيكل : حلب.
المرشح غاري جونسون : ما هي حلب ؟
الصحفي مايك بارنيكل : هل تمزح ؟
المرشح غاري جونسون : لا.
الصحفي مايك بارنيكل : حلب هي مدينة سورية، وهي مركز أزمة اللاجئين.
المرشح غاري جونسون : آه حسنا حسنا.
هذه المقابلة التلفزيونية لاقت استهجانا كبيرا من النشطاء على تويتر
وأطلقوا وسما أسموه "ما هي حلب ؟" وحتى ولو حاول مسؤولو حملة غاري
جونسون الانتخابية التخفيف من وقع هاته الهفوة للمرشح اللبيرالي على الهواء زاعمين
أن الأمر كان مجرد زوبعة في فنجان، فالمقابلة سيكون لها لا محالة تأثير سلبي على
حملة جونسون الإنتخابية.
ما حدث للمرشح الليبرالي الأمريكي غاري جونسون يؤكد بالملموس حدود الثقافة
السياسية لكثير من المسؤولين السياسين الأمريكيين وكذلك للشعب الأمريكي على
العموم.
إعلام أمريكي يركب الموجة..
الصحف الأمريكية لم تدع هفوة غاري جونسون تمر مرور الكرام بل استهجنت هي
أيضا الحادثة، صحيفة الواشنطن بوسط اعتبرت أن أي مرشح لوظيفة سياسية عليا في
الولايات المتحدة الأمريكية يفترض أن يعرف أن حلب مدينة سورية ويعرف كذلك الثقل
الذي تشكله في الأزمة السورية، أما صحيفة النيويورك تايمز فقد حاولت إصلاح ما أخطأ
فيه المرشح الليبيرالي، لكنها هي الأخرى سقطت في خطأ آخر فقد اعتبرت أن حلب هي
عاصمة الدولة الإسلامية، بينما عاصمة الدولة الإسلامية هي مدينة الرقة.
النيويورك تايمز كانت هدفا لسخرية كبيرة عبر تويتر أيضا بسبب نشرها لبيان
تصلح فيه خطأها الأول إلا أنها لم توفق حيث اعتبرت أن حلب هي عاصمة سوريا، قبل أن
تستدرك وتنشر بيانا آخر صححت فيه أن عاصمة سوريا هي دمشق.
تخبط الصحافة الأمريكية يظهر بجلاء أن الكثير من القضايا التي تهم منطقتنا
العربية لا تحظى باهتمام كبير من طرف الشارع الأمريكي.
حلب قطب رحى الملف السوري..
تقع حلب في شمال سوريا وتعتبر ثاني مدينة في سوريا حيث يقطنها حوالي مليون
نسمة، وتسيطر المعارضة على جزء من المدينة منذ 2012 وهي مقسمة إلى جزئين منذ ذلك
التاريخ، هذه المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة تقع في الشرق ويحيط بها برا الجيش
السوري منذ أكتوبر 2015 مدعما بقوات إيرانية وميليشيات شيعية أجنبية وجوا يحاصرها
الطيران الروسي.
وارتفعت حدة العنف منذ نهاية شهر يوليوز حيث حاولت المعارضة اختراق هذا
الطوق المفروض عليها، أما من الناحية الإنسانية فالوضعية كارثية فالطوق المفروض
على المدينة يمنع دخول الطعام والدواء للمدنيين، وتقول المعارضة إن الطيران الروسي
يدمر المستشفيات ويقصف بشكل ممنهج البنيات التحتية المدنية في الأحياء التي
تسيطر عليها المعارضة، كما تم قصف حي السكري ببراميل الكلور في السادس من شهر
شتنبر الجاري.
وتستأثر مدينة حلب بحصة الأسد في المفاوضات الدولية المتعثرة من أجل
التهدئة في سوريا التي تجري بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من أجل وقف
إطلاق النار وإدخال المساعدات وإخلاء المدنيين.
تعليقات
إرسال تعليق