اختتمت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس
العموم البريطاني تقريرها عن الحرب في ليبيا سنة 2011 متهمة قوات التحالف الدولي
بالتركيز على تغيير النظام بالطرق العسكرية رغم أن العقيد الراحل أبدى رغبة في
التفاوض.
وأضاف التقرير أنه كانت هنالك
اقتراحات من ضمنها مقترح لجوء العقيد إلى زمبابوي الذي قدم من طرف رئيس الحكومة
الإيطالية حينها سيلفيو برلوسكوني حيث وعد العقيد عن طريق أحد المقربين منه
بمغادرة البلاد وعدم الملاحقة من طرف محكمة الجنايات الدولية وكانت هناك وساطات
أخرى من طرف الوزير الأول الإسباني الأسبق خوسي ماريا أثنار وكذلك من الوزير الأول
الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيليبان.
وحتى نهاية الحرب أحجمت طائرات
التحالف عن قصف مهبط الطائرات الخاص في المدينة المحصنة بباب العزيزية حيث كان
بإمكان طائرة العقيد مغادرة البلد في أي وقت.
كما اتهمت لجنة الشؤون الخارجية
بمجلس العموم البريطاني في تقريرها دول التحالف بفشلها في تحديد الجماعات
الإسلامية المتطرفة التي كانت تقاتل مع الثوار رغم تحذير الرئيس الفرنسي السابق
نيكولا ساركوزي المجلس الوطني الإنتقالي قائلا : "فرنسا لم تساعد الليبيين لتواجه
ديكتاتورية أصولية أسوأ من القدافي في المستقبل".
وكان التحالف العسكري الذي دعم
الثوار من أجل إسقاط العقيد يتشكل من قوات فرنسية وأمريكية وبريطانية وقوات من دول
الخليج، أغلب هاته القوات كانت جوية توجه ضربات لمواقع تابعة لنظام العقيد من
قواعد عسكرية في المتوسط ومن إيطاليا.
من جهته انتقد المفكر الفرنسي
برنار هنري ليفي، الذي ساند التدخل العسكري في ليبيا، تقرير مجلس العموم البريطاني
الذي وجه اللوم لكل من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء
البريطاني السابق دافيد كاميرون بسبب اللجوء للحلول العسكرية من أجل تغيير النظام
الليبي، معتبرا أن الحل العسكري هو القرار الصائب الذي جنب ليبيا السيناريو
السوري.
مؤكدا أن قرار الحرب كان صائبا
وجنب ليبيا ما حصل في سوريا وجعل كذلك الليبيين يطردون الدولة الإسلامية التي
أنشأت في العراق وسوريا، من درنا وسيرت وسبراتة.
وأن قرار التدخل العسكري في ليبيا
جاء بعد إجماع دولي وطلب من الجامعة العربية وتنسيق مع الإتحاد الإفريقي والأمم
المتحدة وبقرار تاريخي من مجلس الأمن الدولي.
عن الغارديان البريطانية وبتصرف
تعليقات
إرسال تعليق