أصبح اليهود يشكلون أغنى
مجموعة دينية في المجتمع الأميركي بعد هجرتهم الجماعية إلى أمريكا منذ ما يناهز
100 عام، فرغم أنهم لا يشكلون سوى 2 ٪ من سكان الولايات المتحدة، إلا أنهم يمثلون
25 ٪ من بين 400 أغنى أمريكي، كيف حدث ذلك وما مدى أهمية دعمهم لإسرائيل؟
في الآونة الأخيرة أثار رونالد
لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، جدلا بعد دعوته إسرائيل للشروع الفوري في
مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، واعتبرت دعوته هذه بمثابة انتقاد لصديقه الشخصي
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي.
وأكد لودر في وقت لاحق
وبوضوح دعمه لنتنياهو، و"للسياسات التي تسعى إلى تحقيق سلام دائم في الشرق
الأوسط".
وتصدرت تصريحات لودر
العناوين كما أثارت حماسة وغضب الكثيرين، ليس بسبب أهمية منصبه فحسب ولكن لكونه
رجل أعمال غني جدا.
وول ستريت : حضور وازن لليهود
قدرت مجلة فوربس المتخصصة ثروة
لودر الذي تملك عائلته شركة إستي لودر العملاقة
لمستحضرات التجميل بنحو 2.7 مليار دولار، ويعتبر لودر من أكبر هواة جمع الأعمال
الفنية في العالم، كما يمتلك عشرات القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام في
الولايات المتحدة والعالم، بما في ذلك 25 ٪ من القنوات الاسرائيلية أي 10 قنوات،
ويعد من أكبر اليهود المانحين للمنظمات اليهودية والإسرائيلية وكذلك هيئات
ومسؤولين بمن فيهم نتنياهو.
اليهود في جميع مراكز السلطة
ولودر ليس هو اليهودي الأمريكي الوحيد الذي
يؤثر على إسرائيل بتحويل الأموال إليها، فالعديد من الشباب الإسرائيلي اعتادوا خلال طفولتهم تلقي حصة من الأموال التي يمنحها اليهود
الأمريكيون، كما حصلت الآلاف من المنظمات، بما في ذلك المستشفيات والجامعات، على
المليارات من الشيكلات (العملة الاسرائيلية) على شكل تبرعات من الولايات المتحدة
الأمريكية، وقد وجدت دراسة قامت بها الجامعة العبرية أنهم يشكلون نحو ثلثي الجهات
التي تتلقى التبرعات في إسرائيل.
ويتلقى كل مهاجر جديد في أمريكا
مساعدات من الوكالة اليهودية، والتي يتألف معظم ميزانيتها من تبرعات قادمة من
الولايات المتحدة، ويعيش الكثير من اليهود في إسرائيل على أراضي اشتراها الصندوق
القومي اليهودي من العرب، هذا الصندوق تموله أموال الأمريكيين اليهود، ويحصل كل
طالب في المدرسة الدينية الحريدية على 1000 شيكل (295 دولار) شهريا من الحكومة
الاسرائيلية، وعلى 3000 شيكل (885 دولار) من المانحين الأمريكيين الحريديين.
وحسب الموسوعة اليهودية على
الانترنت فاليهود الذين يعيشون في الولايات المتحدة يقدرون بحوالي 5.6 مليون- ولا
يتجاوز عدد الحاملين للجنسية الإسرائيلية نصف مليون – أي حوالي 1.8 ٪ من السكان،
معظمهم يقيمون في المدن الغنية كميامي ولوس انجليس وفيلادلفيا وبوسطن ونيويورك.
وحسب دراسة قام بها مركز بيو للدراسات
سنة 2008 خلص إلى أن اليهود هم أغنى مجموعة دينية في الولايات المتحدة، حيث يربح
ستة وأربعون من اليهود أكثر من 100،000 دولار في السنة، مقارنة ب 19 ٪ من بين جميع
الأميركيين، وفي استطلاع آخر أجرته مؤسسة غالوب سنة 2011 توصلت إلى أن 70 ٪ من
اليهود الأميركيين يتمتعون "بمستوى عال من المعيشة" مقارنة ب 60 ٪ من
السكان، وأكثر من أي جماعة دينية أخرى.
هوليوود : العديد من اليهود
وحسب ترتيب مجلة فوربس فأكثر من
100 ملياردير من 400 أغنى رجال الأعمال في أميركا هم من اليهود، ودائما حسب فوربس
فستة من 20 من أبرز المستثمرين في الولايات المتحدة هم يهود، فمؤسس شركة
جوجل سيرجي برين أبوه يهودي، ومؤسس الموقع الإجتماعي فيسبوك مارك زوغربيرج يهودي
ونائبه أيضا ديفيد فيشر يهودي، وهو ابن محافظ بنك اسرائيل المركزي ستانلي فيشر،
ورئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بن شالوم برنانكي هو يهودي أيضا، كما كان سلفه
، آلان غرينسبان، ومؤسس بنك الاحتياطي الفيدرالي ، بول واربورغ.
ويحظى اليهود بتمثيل جيد في وول
ستريت وفي وادي السليكون وفي الكونغرس والإدارة الأميركية وفي هوليوود وفي شبكات
التلفزيون والصحافة الأميركية، ويعتبر تأثيرهم أكبر بالمقارنة مع نسبتهم في
أمريكا.
من أزقة القرى إلى حي بروكلين
تعتبر الولايات المتحدة من أغنى الدول في
العالم، ما جعل من اليهود الأميركيين أغنى المجموعات العرقية في العالم، وتعتبر
قصة نجاحهم باهرة بالنظر للسرعة التي أصبحوا فيها أغنياء.
ويعيش في الولايات المتحدة منذ
إنشائها في 4 يوليوز/تموز 1776 عدة آلاف من اليهود، معظمهم يهود الاندلس، تم نفيهم
أو فروا من اسبانيا إلى المستعمرات في أمريكا الشمالية.
وهاجر حوالي 200.000 يهودي إلى
الولايات المتحدة، في منتصف القرن 19، ومعظمهم من ألمانيا وأوروبا الوسطى، وكان
أغلبهم من اليهود الإصلاحيين، وكانوا يرون أنفسهم كألمان أو كأميركيين أكثر
من كونهم يهود. وقد انتشروا في جميع أنحاء القارة، وقاموا بإنشاء مخازن ومصانع
صغيرة تحولت في ما بعد إلى شركات مالية عملاقة مثل ليمان براذرز وجولدمان ساكس.
وبدأت موجة كبيرة من الهجرة في
عام 1882 من روسيا القيصرية، التي كان يعيش فيها حوالي نصف يهود العالم، بعدما
فشلت الثورة الصناعية وكانت روسيا القيصرية على شفير الانهيار، فأصبح يهود المدن
الصغيرة والفقيرة يعانون من مذابح وحشية ومن الاضطهاد.
فخلال 42 سنة هاجر حوالي
مليونان من اليهود إلى الولايات المتحدة من أوكرانيا وروسيا الغربية، وبولندا
وليتوانيا وروسيا البيضاء ورومانيا، حيث كانوا يشكلون 25 ٪ من اليهود في تلك
البلدان، وحوالي 15 ٪ من اليهود في العالم، وعشر أضعاف عدد اليهود الذين هاجروا
إلى إسرائيل خلال تلك الفترة.
وأصبحت الولايات المتحدة أكبر
مركز لليهود في العالم، وبدأت الهجرة الجماعية إلى إسرائيل في عام 1924، عندما سنت
الولايات المتحدة قوانين صارمة بغرض وقف الهجرة.
وصل المهاجرون إلى الولايات
المتحدة على متن قوارب مزدحمة، وكان معظمهم يعانون من فقر مدقع، وقد كتب الدكتور
روبرت روكواي الذي درس تلك الفترة، أن 80 في المائة من اليهود في الولايات المتحدة
كانوا يعملون أعمال يدوية قبل الحرب العالمية الأولى، معظمهم في مصانع النسيج.
وأوصدت العديد من أبواب العمل
في وجه اليهود بسبب حملة معاداة السامية التي قادها هنري فورد، وعاش معظم اليهود
في أحياء فقيرة ومزدحمة وقذرة في نيويورك ببروكلين وفي الجانب الشرقي الأدنى من
المدينة.
وكانت العديد من الأفلام والكتب
صورت الحياة في هذه الأحياء، التي كانت تنبض بالحياة، رغم صعوبتها وقسوتها حيث
سادت ثقافة الملاهي ومسارح اليديشا الصغيرة، جنبا إلى جنب مع المافيا اليهودية
وزعماء إجرام مشهورين نشئوا في بيئة قذرة مثل ماير لانسكي، أبنير لونجي زويلمان،
ولويس ليبكي بوشالتر.
وكثير من اليهود الذين كانوا
اشتراكيين في أوروبا وأصبحوا أعضاء ناشطين في النقابات العمالية وفي الإضرابات
العمالية والاحتجاجات، كما أسسوا العديد من النقابات.
ورغم الصعاب استطاع المهاجرون
اليهود، الخروج من الفقر وتحقيق تقدم أسرع من أي مجموعة أخرى من المهاجرين، ووفقا
للدكتور روبرت روكواي ففي سنة 1930 كان حوالي 20 ٪ من اليهود الرجال يعملون في
المهن الحرة، أي ضعف معدل السكان في أمريكا كلها.
وبعد الحرب العالمية الثانية
تراجعت موجة معاداة السامية وألغيت القيود المفروضة على توظيف اليهود كجزء من
قانون 1964 للحقوق المدنية، وذلك بفضل نضال النشطاء الليبراليين الذين كان من
بينهم الكثير من اليهود. وفي سنة 1957 كان حوالي 75 ٪ من يهود
الولايات المتحدة من العمال ذوي الياقات البيضاء، مقارنة ب 35 ٪ من مجموع السكان
البيض في الولايات المتحدة، وفي سنة 1970 كان حوالي 87 ٪ من الرجال اليهود يعملون
في الوظائف المكتبية مقارنة ب 42 ٪ من الأمريكيين البيض، كما كان اليهود يكسبون 72
٪ أكثر من المعدل العام، وبقي بعض فقراءهم يدعمون سياسة الرفاه والحزب الديمقراطي.
كما أنهم أصبحوا أكثر ثراء
واندمجوا في المجتمع كما انتقلوا من الأحياء الفقيرة إلى الضواحي، وتخلوا عن اللغة
العامية واليديشيات وتعاطوا للملابس الفاخرة وثقافة النخبة من غير اليهود وأدمنوا
عادات التسوق.
وتخلوا أيضا عن الدين عندما
هاجروا إلى الولايات المتحدة، لكنهم عادوا إليه في وقت لاحق وانضموا إلى الحركات
الإصلاحية المحافظة، فأصبحوا يشبهون الأميركيين إلى حد كبير، كما صار الكثير منهم
مسيحيين متدينين.
اهتمام اليهود بالدراسة
وصل إلى الولايات
المتحدة، إلى جانب اليهود، الملايين من المهاجرين من ايرلندا وايطاليا والصين
وعشرات الدول الأخرى، واستقروا بأمريكا، ولكن اليهود نجحوا أكثر من الآخرين لماذا
؟ يقول العديد من الخبراء إن السبب الرئيسي هو التعليم اليهودي، حيث وجدت المنظمة
اليهودية الأميركية للطالب المعروفة بهيليل أن 9 إلى 33 ٪ من الطلاب في الجامعات
الرائدة في الولايات المتحدة هم من اليهود.
ويقول داني هالبرين، الملحق الاقتصادي الإسرائيلي السابق في واشنطن "إن التقاليد اليهودية كرست دائما الدراسة، كما يبذل اليهود جهدا كبير من أجل الدراسة منذ وصولهم إلى أمريكا" بالإضافة إلى ذلك فاليهود لديهم تقليد عريق في المشاريع التجارية، فالايرلنديون على سبيل المثال جاؤوا من عائلات تعمل في الفلاحة بعقلية مختلفة، وبدؤوا الدراسة بشكل محتشم.
ويقول هالبرين "إن
اليهود حققوا تقدما كبيرا لأن العديد من المنافذ سدت في وجوههم"، مضيفا
"على سبيل المثال تم دمج الكثير من الايرلنديين في الشرطة بينما تم دمج عدد
قليل من اليهود، واقتحموا مجالات جديدة كانت بحاجة لأناس يتميزون بروح المبادرة،
وعندما لم يندمجوا في النظام المصرفي التقليدي قاموا بإنشاء مصارف
استثمارية".
ودائما حسب هالبرين "ففي
سنة 1930 أنشئت صناعة السينما، وسيطر اليهود على أهم المراكز فيها، وحتى يومنا هذا
يوجد العديد منهم في الصفوف الأولى في هوليوود وفي شبكات التلفزيون، وفي وقت لاحق،
اقتحموا بقوة ميدان التكنولوجيا العالية، على اعتبارها صناعة جديدة تتطلب قدرات
كبيرة للتعلم ".
" وصول الأجداد
بدولارين، وحصول الآباء على الدكتوراه"
وقالت ريبيكا كاسبي، النائبة الأولى لرئيس
الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، والمعروفة اختصارا (بجيفنا) "إن
اليهود كانوا أول من خاض غمار العولمة"، مضيفة "كان لديهم شبكة طرق
اتصالات عالمية سبقوا بها أمما أخرى وكان لديهم أيضا مجتمع قوي ومدعوم".
ودائما حسب ربيكا كاسبي "
فالطائفة اليهودية تعتبر نموذجا يحتذى به من قبل المجموعات العرقية الأخرى، وقد
ساعدت، هذه الطائفة، اليهود في شتى أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة، التي
كانت دائما أكثر انفتاحا من دول أخرى ووفرت فرصا متساوية للجميع، بيد أنها لم تكن
تدعم الفرد".
كيف تساعد مؤسسات المجتمع الناس
على النجاح في الأعمال التجارية؟
وقالت أفيا سبيفاك، أستاذة الاقتصاد والنائبة السابقة لمحافظ مصرف إسرائيل، أن "المنح التي قدمت لليهود الفقراء ساعدتهم على الدراسة، وعائلتي مثال حي لملايين اليهود الذين تلقوا هذه المنح، فجدي كان قد وصل إلى نيويورك بدولارين في جيبه، ابتاع بهما أقلام رصاص وسروال وأشياء أخرى، وبدأ بدراسة الإنكليزية والألمانية والإسبانية والعلاقات الراسخة.
وأضافت "كان لجدي خمسة أطفال، وكانت العائلة تتوفر على متجر صغير في بروكلين، وحصلت على مساعدة من منظمة "هياس" اليهودية، هذه المساعدة سمحت لها بالدراسة، وقد كانت العائلة تعاني من فقر مدقع بحيث لم يكن لديها المال لشراء الكتب المدرسية وساعد الأشقاء بعضهم البعض الأخر من أجل تجاوز عائق الفقر، وقد كان والدي أصغرهم، رغم ذلك بدأ دراسته الجامعية آخر الأشقاء الذين أكملوا دراستهم وساعدوه على إكمال دراساته الطبية ".
وتسترسل
سبيفاك "أن اليهود كان عليهم التفوق من أجل البقاء" وتضيف
"كانت هناك طالبة من أصل روسي قالت لي إن والديها قالا لها بأنه يتحتم عليك
أن تكون الأفضل وإلا فلن تكوني أي شيء يذكر".
وأضافت "هذا موقف اليهود في الخارج وأيضا في أمريكا حتى 1960، وقد كان هناك الكثير من الجامعات المرموقة التي رفضت استقبال الطلاب اليهود، مما اضطرهم إلى آلذهاب إلى كليات عادية، وبعد زوال التمييز حصلوا على أفضل الدرجات وبلغوا القمة."
سبب نجاحهم الكبير في
الولايات المتحدة مقارنة بأماكن أخرى ؟
"تراجع التمييز في الكثير
من البلدان وأعتقد أن اليهود نجحوا في أميركا خصوصا، لأن الرأسمالية كنظام اقتصادي
جيدة بالنسبة لهم، ويميل اليهود كثيرا نحو المشاريع، كما أنهم درسوا كثيرا ولهم
إدراك سريع، ويعرفون كيفية اغتنام الفرص ولديهم مهارات كبيرة على التواصل، كما أن
البيئة التنافسية تعطيهم ميزة".
سبب ثراء اليهود الأميركيين
مقارنة برصفائهم الإسرائيليين ؟
وقالت سبيفاك "أعتقد أن
"العبقرية اليهودية " هي ليست مسألة وراثية بل هي ثقافة تشبع بها
اليهود، وهذه الثقافة واضحة في يهود إسرائيل وفي مناطق أخرى أيضا، وكان اليهود قد
وصلوا إلى أميركا، الدولة الحديثة والمستقرة والتي تتوفر على بنيات تحتية قوية،
لذلك كان عليهم الانطلاق من الصفر والعمل بجد من أجل النجاح رغم الظروف القاسية
".
" المعونات تقلق الحكومة، لكنها ستستمر"
ليس هناك شك في أن النجاح الكبير الذي حققه
اليهود الأميركيون ساعد كثيرا اليهود في إسرائيل على البقاء، وتقول ريبيكا كاسبي،
النائبة الأولى لرئيس الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية "إن المساعدة لا
تتمثل فقط في التبرعات، بل إن الفضل في وصول الكم الكبير من المساعدات الفدرالية
إلى إسرائيل يعود إلى ضغط الجماعات اليهودية، فرجال الأعمال الإسرائيليون
يستخدمون اتصالاتهم في أميركا من أجل فتح الأسواق واستثمار رؤوس الأموال، وخاصة في
مجال صناعة رأس المال الاستثماري".
وتعزز المعونات الأمريكية العلاقة بين اليهود في أمريكا واليهود في إسرائيل، حيث يشكلون معا نحو 80 ٪ من اليهود في العالم، كما أن هذه المعونات رغم أهميتها فهي تنغص حياتهم، فاليهود الأميركيون ينظرون إلى إسرائيل باعتبارها ملجأ ويشعرون بواجبهم في مساعدتها، ولكن آخرون يشعرون بأن أموالهم تذهب سدى، ويتملك الإسرائيليون الخوف حول مصيرهم في حال ما توقفت المساعدات، وخوفهم آخذ في الازدياد، فثلث يهود الولايات المتحدة يتزوجون من غير اليهود، ويؤكدون أنهم لا يشعرون بارتباط تجاه إسرائيل.
ويقول هالبرين "إن إسرائيل
أسست وكان بوسعها أن تستمر حتى من دون المساعدات الأميركية، ولكن كدولة ستعاني من
فقر شديد، فهذه المساعدات بالغة الأهمية في مجالات كثيرة مثل التعليم العالي،
وتوقف المساعدات سيخلق العديد من المشاكل".
دائما هناك نقاش بين الحكومة الإسرائيلية واليهود في أمريكا حول مسألة التبرعات، وهناك أيضا شخصيات إسرائيلية وأمريكية معروفة تحذر من توقف التبرعات في يوم من الأيام، والسؤال الذي يطرح بقوة، هل ستتوقف فعلا التبرعات في يوم من الأيام؟
يقول هالبرين"إن حجم
التبرعات بدأ يتناقص خلال السنوات القليلة الماضية، فيهود أمريكا لديهم الشعور
بالانتماء إلى المجتمع الأميركي وليس لإسرائيل، ويفضلون منح تبرعاتهم للمنظمات
الأميركية، وبالتالي تخليد أسماءهم في متحف نيويورك عوض متحف القدس.
"وبما أن المحرقة أصبحت من
الماضي، فالخوف على وجود إسرائيل تلاشى، ولم يعد ينظر إلى إسرائيل باعتبارها دولة
فقيرة، أضف إلى ذلك أن اليهود في أمريكا لديهم مشاكلهم الخاصة بهم، فهناك الأزمة
المالية العالمية والتعليم أصبح يثقل كاهل الأسر بسبب تكلفته العالية، ولذلك
فالتبرعات المقدمة لإسرائيل سوف تتراجع بشكل تدريجي، وربما قد تتوقف في نهاية المطاف".
وأضاف هالبرين "من الصعب
بالنسبة لي التفكير في أن هذه التبرعات سوف تتوقف في رمش العين بسبب الأزمة
السياسية، ويبدو أن حكومتنا تسعى لتحقيق ذلك بكل قوتها، ولكن لحسن الحظ لا يمكنها
القيام بذلك حتى الآن.".
تعليقات
إرسال تعليق