اليوم سأتكلم عن إحدى التفاصيل المهمة في كرة القدم وهي
تدخل في نطاق التكتيك لن أغرق كثيرا لكن سأحاول أن أوضح كيف تحسم بعض المباريات
التي تكون مغلقة أو يصعب فيها تسجيل أهداف بالدخول من العمق أو من خلال صناعة
الفرص من أجل الوصول إلى المرمى، في كرة القدم هناك الكثير من الأمور التكتيكية
التي تتغير يوما بعد يوم فهذا المجال يشهد العديد من الأفكار الجديدة التي تساهم
في تطوير مجال الكرة، موضوع اليوم هو الكرات الثابثة التي تكون في مرات عديدة هي
الحل الناجع لمنتخبات لا تتوفر على لاعبين مهاريين قادرين على خلق فرص وصنع الفارق
ضد الفريق الخصم.
وقد لاحظتم أن جل المنتخبات العربية تلقت أهدافا من كرات
ثابتة البداية كانت بالمنتخب السعودي الشقيق ضد روسيا، مرورا بمصر التي باغتها
خيمينيز لاعب أتليتيكو مدريد في المباراة الأولى ضد الأروغواي في الدقائق الأخيرة
من عمر المباراة ونفس الشيء حدث للمنتخب الوطني المغربي في المباراة الأولى ضد إيران
وفي المباراة الثانية ضد البرتغال بهدف لكريستيانو رونالدو والمنتخب التونسي أيضا
لم يسلم من غدر الكرة الثابتة. إليكم كيف يجب أن نتعامل مع الكرات الثابتة من
ركنيات وأخطاء.
دائما عندما يسجل هدف من كرة ثابتة يطرح السؤال من المسؤول
عن دخول الهدف في مرمى الفريق، في الكثير من المرات تكون المسؤولية مشتركة لأن
العديد من الفرق لم تعد تطبق الحراسة اللصيقة يعني لاعب للاعب men to men marking أو le marquage individuel هذه الخطة أو هذا النهج يعتمد على مراقبة كل
لاعب للاعب آخر وهذه طريقة دفاع يتحمل فيها كل لاعب المسؤولية في الدفاع عن مرماه،
لكن هذه الطريقة لا تعجب الكثير من المدربين لماذا أولا : لأن كل لاعب يكون مجبرا
على مراقبة اللاعب الخصم واللحاق به أينما انتقل وبالتالي قد يسبقه ويكون السباق
للكرة ومباغثة المرمى، ثانيا بمتابعة اللاعب في كل مكان قد يترك اللاعب مناطق
خطيرة للخصم ليستغلها، كيف نعالج هذا الأمر ؟ ارتأى الكثير من المدربين إلى دفاع
المنطقة أو ما يصطلح عليه بالفرنسية le marquage de zone أو بالإنجليزية Zonal marking،
وأبرز من يطبق هذا النوع من الدفاع عن المرمى هو يواخيم لوف وبيب غوارديولا وأيضا العديد
من المدربين الآخرين، كما يحدث في باقي بقاع الملعب كل لاعب يكون ملزما بمراقبة
منطقته الخاصة وليس مراقبة لاعب واحد معين من الفريق الخصم وهذا ما يقوم به كل
لاعب في منطقة العمليات عند تنفيذ ركلة ركنية أو ضربة خطأ شبيهة بالركنية، من
ايجابيات هذه الخطة هو أن اللاعب لا يلحق بالمهاجم أينما انتقل وبالتالي لا يترك مساحات
خطيرة فارغة أمام الخصم أضف إلى ذلك أن المنطقة تكون مراقبة بشكل جيد وكل لاعب
يدافع بالتقدم إلى الأمام يعني في اتجاه الخصم.
بالنسبة لسلبيات هذه الخطة خطة
دفاع المنطقة هو أنك قد تصادف لاعبا غير مسؤول عن حماية منطقته أو يتهاون في
مراقبة منطقته بالشكل المطلوب أو يكون أقل شراسة من باقي اللاعبين ولا يسبق الخصم إلى
الكرة وبالتالي يكون الفريق أمام خطر اللاعبين الذين يأتون مندفعين من الوراء أو
من خارج منطقة العمليات ومن أجل التغلب على هذا المشكل الكثير من المدربين يطلبون
تشكيل خط دفاع من ثلاثة لاعبين يشكلون خط الدفاع الأول أمام خط خلفي يتشكل من
أربعة لاعبين، من أجل ايقاف اللاعبين الذين يأتون من الخلف ومنعهم من الاندفاع بقوة
والتصدي لمسار الكرة بالقوة وبالسرعة التي جاؤوا بها ومباغثة الحارس.
ومؤخرا أصبح العديد من المدربين
أصحاب فكر رجل لرجل يطبقون خطة دفاع المنطقة أو يزاوجون بين الطريقتين وهذا نموذج
المنتخب الوطني المغربي حيث يقف لاعبان من أجل حماية القائم الأول للحارس وقطع
الكرات في حال كان مسارها غير مرتفعا واللاعبين الآخرين يقومون بالحراسة الفردي
لاعب للاعب،
بينما الفكر الألماني في الكرات
الركنيية يختلف تماما حيث يدافع اللاعبون دفاع المنطقة حيث يشكلون خط دفاع أول من
خمسة لاعبين بوضع لاعب في المقدمة يخرج لقطع الكرات القصيرة وثلاثة لاعبين أمام
الخط الأول يشكلون الخط الثاني تكون مهمتهم تشكيل جدار وايقاف والتصدي للكرات
العرضية،
هاتين طريقتين مختلفتين للدفاع من
أجل التصدي للكرات الثابتة والركنيات.
تعليقات
إرسال تعليق