كلنا كنا نتمنى أن يمنح تنظيم كأس العالم 2026 للمغرب على اعتبار أننا
قدمنا الترشيح أربع مرات سابقة ولم نحظ بشرف تنظيم المونديال حيث يساهم التنظيم في
تنمية بلادنا اقتصاديا بأوراش كبرى لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
أول مرة ترشحنا فيها كانت ضد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 الثانية
كانت ضد فرنسا 1998 والثالثة ضد ألمانيا سنة 2006 والمرة الرابعة كانت ضد جنوب
افريقيا 2010 وكل هاته المحاولات باءت بالفشل
خامس مرة أيضا لم يكتب للمغرب تنظيم كأس العالم حيث صوت كونغريس الفيفا
لصالح الملف الموحد لأمريكا كندا والمكسيك ب 134 صوتا و65 صوتا للمغرب، ثلاث دول
امتنعت عن التصويت ودولة واحد لم تصوت لا على أمريكا ولا على المغرب.
كونغريس الفيفا يتكون من 203 دولة أو اتحاد.
كنا أيضا نمني النفس لو أن أشقاءنا في الدول العربية وقفوا معنا من أجل
تنظيم كأس العالم وصوتوا لنا لكن للأسف الشديد صوتوا لصالح الملف الموحد الأمريكي
المكسيكي والكندي هذه الدول هي السعودية الكويت البحرين الإمارات العراق لبنان
والأردن يعني سبع أصوات خسرها المغرب من أشقاءه العرب و 14 صوتا ذهب من افريقيا
إلى الملف الأمريكي الموحد.
على أي اصوات الدول الافريقية كانت ستكون مهمة للغاية لو أنها كانت في صالح
المغرب، لكن ما يحز في النفس هو أن أصوات أشقاءنا العرب الأقرب لنا من الدول
الافريقية ذهبت هي ايضا لصالح امريكا وكندا والمكسيك.
وكان المغرب يعول كثيرا على الموقع الجغرافي لكن ذلك لم يؤثر في قرارات
الدول المصوتة أو الاتحادات المصوتة، والذي يؤثر على اصوات الدول هو المال حيث
الملف الأمريكي سيدر عائدات مالية قدرت ب 11 مليار أورو لصالح الفيفا مقابل 5
مليارات أورو فقط سيدرها الملف المغربي
وستشهد النسخة رقم 23 من كأس العالم مشاركة 48 منتخبا عوض 32 حاليا،
من الأسباب التي جعلت المغرب يفشل في الحصول على تنظيم كأس العالم 2026
أيضا وهنا يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا فنحن لا نتوفر على بنيات تحتية في المستوى
الكبير من ملاعب وفنادق وطرقات ومطارات ومواصلات إلى اخره رغم أننا قدمنا الترشيح
في أربع مرات سابقة ولو كنا ننجز ولو جزء بسيط بعد كل مرة لربما كنا الآن نتوفر
على قدر لأباس به من البنية التحتية التي تساهم في تنمية بلدنا وما تطمح له الكثير
من الدول هو استضافة كأس العالم لتحقيق قفزة اقتصادية وتنموية خصوصا اذا كانت في مستوى
المغرب.
من الأسباب أيضا في فشل المغرب هي قوة الملف الأمريكي الموحد الكل يعرف
أمريكا قوة إقتصادية وسياسية عظمى وقادرة على التحكم في مصير دول استعملت الإعانات
المالية كسلاح قذر من أجل تهديد الدول الفقيرة خصوصا إن لم تصوت لصالحها، كندا
أيضا قوة اقتصادية كبيرة ولها بنيات تحتية في المستوى العالي جدا.
أما المكسيك فهي تملك تجربة كبيرة في هذه التظاهرة العالمية مرتين سابقتين
في 1970 و 1986.
ما اثارني هو تصريحات جوزيب بلاتير الرئيس السابق للفيفا حيث قال أن خلاصات
لجنة التقييم التابعة للفيفا لم تكن في صالح المغرب وذلك ثوان فقط قبل
التصويت وهذه الأمور لا يجب أن تقوم الفيفا في هذه الظرفية لأنها تفتقد للمنافسة
الشريفة.
وكانت روسيا ستصوت لصالح المغرب لكنها غيرت رأيها في آخر لحظة لصاح الملف
الأمريكي الموحد
في رأيي لا يمكن فصل الأمور السياسية عن كرة القدم فمؤخرا قال الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب يجب إعادة روسيا لمجموعة الدول السبعة أو جي 7.
في المستقب ربما ما يعزز من حظوظنا في تنظيم كأس العالم هو ربما تقديم ملف
مشترك مع أشقاءنا في الجزائر وتونس من أجل احتضان كأس العالم 2030 ولما لا نعاود
الكرة مرة أخرى ربما قد نستضيف كأس العالم إذا قدمنا ملفا مشتركا لأن الميزانية
التي يخصصها بلد واحد ليست هي ميزانية ثلاثة دول مجتمعة، وفي حال قدر لنا استضافة
كأس العالم مجتمعين ربما قد تفتح الحدود ويذوب الجليد الراكد في بحر العلاقات
المغربية الجزائرية هنا أقصد في المجال السياسي أما على المستوى الشعبي فالشعبين
المغربي والجزائري أشقاء وتجمعم علاقات طيبة جدا،
للإشارة وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي قال إن المغرب سيقدم
ترشيحه لتنظيم كأس العالم 2030.
تعليقات
إرسال تعليق